الموسيقى ليست حلال.. ولا حرام؟!

الصوت وحاسة السمع

لما تشوف كرسي قدامك، راح تقدر تميّزه وتدري انه في كرسي في هذا المكان، مجسّم موجود فعليًا.. ولو كنت أعمى الكرسي مازال موجود.. ولو صار اللي صار بالعالم.. الكرسي مازال شيء فعلي موجود بالعالم ويشغل حيّز من الفراغ، وعينك هي حاسة البصر اللي تقدر تشوفه. اللي فكرت فيه هو طيب هل الصوت نفس الشيء؟ هل تطلع مثلًا اشياء اسمها “موجات صوتية” من حنجرتنا وتوصل للإذن ونسمعها؟ هل حولنا اشيا صغيرة اسمها أصوات، بكل مكان.. والإذن قادرة على سماعها؟

الجواب المختصر: لأ.

الجواب المختصر شوي بس مب مرة: الصوت مجرد وهم عقلك ينتجه.. في عقلك فقط. مافيه شي اسمه “صوت” بحد ذاته.. ومايطلع منك او من أي مصدر شي اسمه “صوت” بالتحديد.

طيب كيف أجل؟ إذا كان مجرد وهم في عقلي.. وش يستند عليه العقل عشان يطلع الاصوات المختلفة هذي براسي؟

طريقة عمل الأصوات في حياتنا مُبهرة جدًا ومن أكثر حواس تعقيد! ويخليك تتعجب بقدرة الخالق. حاول تتخيل معي:

وهذا يعني:

  • أي شيء يصدر صوت، هو فقط يهتز (والاحتكاكات نوع من الهز، لو جا ببالك اصوات احتكاك) ويسبب حركة لذرات الهواء.
  • نعم، لو مافيه هواء أو وسط محيط ممكن حبالك تهزّه (ماء، غاز..الخ) ماراح يكون فيه شي اسمه صوت! لأن الاهتزازات ما راح تأثر على أي شيء.
  • كل صوت يوصل اذنك هو حركة لذرات الهواء ومافيه فرق من وين طالع (حنجرة الوالد، بيانو، قنبلة ذريّة… الخ)
  • اذنك جهاز حسّاس لحركة الذرات بالهواء يقيس حركتها وسرعة الحركة وووو.. وتترجمها لملايين الإشارات العصبية لمخك.

لكن السؤال الآن…

كيف الإذن تحوّل حركة الذرات بالهواء لرسائل كهربائية للمخ؟

هنا تتجلّى عظمة وابداع الخالق، في تحويل حركة ذرات لحركة ميكانيكية بالإذن لرسائل كهربائية! ماقدرت اوصفها بطريقة واضحة فبوريكم فديو.. لكن الفكرة العامة: طبلة الاذن هي الحسّاس اللي يهتز من اهتزاز ذرات الهواء وتتحول حركته لضربات بداخل الاذن لجهاز لولبي مليان سائل معين وفيه آلاف الشعيرات الصغيرة.. تهتز على حسب قوة الصوت ونوعه. وكل وحده من الآلاف هذي لما تهتز ترسل للمخ تنبيه (نبضة كهربائية).. والمخ تجيه ملايين الرسائل هذي بالثانية! ويترجمها ويعطيك احساس الصوت جوا راسك.

فديو 3D قصير يشرح العملية بطريقة رائعة

كيف اهتزاز ذرات فقط يحتوي على كم هائل من المعلومات ينتج ملايين الاصوات المختلفة؟

الحين الذرات مجرد تهتز، هل معقولة كل أصوات العالم هي نفس الذرات تهتز لكن بشكل آخر؟ يعني لو تجمع انواع اصوات مختلفة بغرفة وحدة، الذرات هي نفسها بالغرفة ماتغيرت ولا زادت.. ومع هذا انت تسمع اصوات مختلفة تماما عن بعض.. كيف كذا؟! الهواء فيه ملايين.. مليارات الذرّات.. طريقة الاهتزاز، طول الحبال الصوتية، تشكيل فمّك (أو تشكيل الشي اللي يطلع صوت).. كله يأثر على طريقة الاهتزاز. (هل ذكرت انه الاهتزازات اللي تصدر ونسمعها صوت توصل سرعتها ل٢٠ الف اهتزازة بالثانية؟)

طيب وش نوع المعلومات اللي تنتقل عن طريق اهتزاز الذرات؟ (خصائص الصوت)

ارتفاع الصوت

كل ما اهتزت الحبال بشكل أقوى تهتز ذرات اكثر بالجو.. ويصير الصوت قوي مرة ويهز طبلة اذنك اقوى. (هو اللي يقاس بالديسيبل Db)

حدة الصوت (التردد/frequency)

هذي سرعة الإهتزاز.. كل ما اهتز الجسم اسرع صارت الذرات اقرب لبعض وتتدافع بسرعة مرة ويصير الصوت حاد (صراخ بزر أو نوته بيانو من اليمين). بينما لو صار ابطأ صار غليض الصوت (صوت رجال او نوته بيانو من اليسار). وسهل قياسها: كم مره مجموعة الذرات تتضاغط وتتباعد بالثانية (Hertz/sec). لاحظ الصورة، عدد المرات اللي مجموعة ذرات الهوا المتضاغطه تمر بالدوائر الزرقا بالثانية هو حدة الصوت.

لون الصوت (Timbre)

هذي الخاصية هي تخلينا نفرق بين الأصوات ولو لها نفس كل المقاييس السابقة، الحدة والارتفاع; الفرق بين صوتي وصوتك.. بين البيانو والغيتار لما يسوون نفس المقطوعة وهكذا. هذي سببها عدة اشيا مع بعض. احدها تشكيل الجسم اللي يطلع صوت، وطريقة الاهتزاز. لأن الصوت لما يهتز راح يضرب بالجسم اللي اصدر الصوت ويسوي اهتزازات جانبية كثيرة حسب شكل الجسم ولما تندمج هذي كلها تطلع لك الفروقات بين الاصوات.


طيب؟ اذا الأصوات كلها كذا، وش هي الموسيقى؟! وش تفرق عن سواليفنا؟ أكيد فيه اختلاف، ولا ماكان نقدر نفرق بين السواليف والموسيقى!

الصفحة الأخيرة هي الجواب…

الصفحات: 1 2 3


أفكار القرّاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *